خبرني - الأوسكار هي الجائزة السينمائية الأكثر شهرة على مستوى العالم، ويتنافس العديد من صناع السينما كل عام لمجرد الترشح لها، وفي الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجائزة الأوسكار عن ترشيحاتها النهائية لجوائز هذا العام في مختلف التصنيفات.
الكثير من الأسماء الجيدة نجدها بين المرشحين، لكن كان هناك أيضا مجموعة من أبرز أفلام العام الماضي لم تحظ بانتباه أعضاء الأكاديمية، وبهذا التقرير نستعرض سبعة من أبرز هذه الأفلام.
** احتراق (Burning)
فيلم المخرج الكوري الجنوبي لي تشانغ دونغ (Lee Chang-Dong) عن ثلاثة شباب ساخطين وغير مبالين ينجرفون من خلال سلسلة من العلاقات الرومانسية.
وصل الفيلم إلى القائمة القصيرة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، والتي ضمت تسعة أفلام، لكنه لم يصل إلى القائمة النهائية للمرشحين، والتي كان تؤهله ليكون الفيلم الكوري الجنوبي الأول الذي يرشح للأوسكار.
ربما يعتبر "احتراق" غريبا بعض الشيء على أعضاء الأكاديمية، وهو مقتبس عن قصة قصيرة للكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي (Haruki Murakami) الذي يعتبر أحد أكثر الأدباء اليابانيين إبداعا، ولكنه أيضا يعتبر غريب الأطوار إلى حد كبير. هذا فضلا عن عالم الفيلم الغرائبي والذي يقوم بطله بإطعام قط وهمي ﻻ يراه أبدا، فالفيلم يشبه في غرائبيته أفلام المخرج الأميركي الشهير ديفيد لينش.
** أغنياء آسيويون مجانين (Crazy Rich Asians)
حظي الفيلم بمناقشات واسعة قبل وبعد عرضه، خاصة وأنه مقتبس من إحدى الروايات الأكثر مبيعا والتي حملت نفس الاسم للكاتب كيفن كوان (Kevin Kwan) وحقق إيرادات مرتفعة بلغت 175 مليون دوﻻر في أميركا الشمالية، و240 مليونا على مستوى العالم.
تدور الأحداث في إطار كوميدي رومانسي عن امرأة تكتشف أن زوجها شديد الثراء، وعليها أن تواكب توقعات أسرته ومتطلباتها في الزوجة المستقبلية لابنها.
يرجع البعض عدم وصول الفيلم إلى الأوسكار لميعاد عرضه المبكر نسبيا، فقد تم طرحه في أغسطس/آب الماضي، وهو موعد مبكر للأفلام التي ﻻ تحمل أسماء كبار نجوم هوليود، والتي على الأغلب لن يلتفت لها أعضاء الأكاديمية آخر العام مع اقتراب موعد التصويت.
وقد ﻻ ينتمي "أغنياء آسيويون مجانين" إلى فئة الأفلام المرموقة، ولكنه بالطبع يستحق ترشيحا أو اثنين في تصنيف أفضل تصميم إنتاج، وأفضل ملابس.
*** موت ستالين (The Death of Stalin)
واحد من أكثر الأفلام المبخوس حقها عام 2018، يدور في إطار الكوميديا السوداء عن مجموعة من تابعي ستالين الذين يتنافسون على خلافته بعد موته.
ويتناول قصة موت القائد السوفياتي الشهير ولكن ليس من وجهة نظر تاريخية في محاكاة واضحة لقادة الحاضر المتمركزين حول جوعهم للسلطة، ويلقي نظرة ثاقبة على طبيعة السلطة، وقد رشح لجائزتي بافتا كأفضل فيلم بريطاني في العام، وأفضل نص مقتبس.
** أرامل (Widows)
بداية موسم الجوائز كان الفيلم من أكثر الأسماء المطروحة من قبل النقاد، لكن المفاجأة أنه خرج بدون ترشيح واحد للأوسكار، رغم أن مخرجه هو ستيف ماكوين (Steve McQueen) صاحب فيلم "12 سنة عبودية" (12 Years a Slave) الفائز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم قبل ستة أعوام.
تدور الأحداث حول أربعة أرامل لأربعة لصوص، يجتمعن لإنهاء آخر عملية كان من المقرر أن يقوم بها أزواجهن، ويقدم الفيلم صورة معاصرة لمدينة شيكاغو الأميركية في وقت انتشرت فيه الاضطرابات، ورشح لجائزة بافتا أفضل ممثلة لبطلته الأميركية فيولا ديفيز.
صاسبيريا (Suspiria)
قد يكون الفيلم على قدر كبير من العنف يمنعه من الوصول إلى أحد ترشيحات الأوسكار، غير أنه ﻻ يختلف في ذلك كثيرا عن فيلم "المفضل" (The Favourite) صاحب الرقم القياسي من الترشيحات هذا العام بعشرة ترشيحات.
وهو من إخراج الإيطالي لوكا غوادانينو (Luca Guadagnino) الذي سبق وترشح لجائزة أفضل مخرج العام الماضي عن فيلمه "نادني باسمك" (Call Me By Your Name) والذي رشح أيضا إلى جائزة أفضل فيلم، وفاز بجائزة السيناريو.
يدور الفيلم حول حوزي بانيون راقصة بالية أميركية شابة تسافر إلى برلين لدراسة الرقص، وفي يومها الأول يقتل أحد الطلاب وتثور الشكوك حول تورط الطالبة الجديدة في الجريمة.
يذكر أن "صاسبيريا" شارك في مهرجان فينيسيا الدولي، وفاز بجائزتين من أصل أربعة ترشيحات من بينها ترشيح لأفضل فيلم.
** حياة خاصة (Private Life)
مؤثر ومضحك يدور حول نزاع الزوجين المجنون والمثير، ويحقق الفيلم تناغما صعبا بين الفكاهة والمعاناة التي يواجهها أبطاله لدى محاولتهم الحمل بطفل عن طريق حقن هرمونات في الأرداف، أو الاضطرار إلى تقديم عينات من السائل المنوي للتخصيب في المختبر.
لم ينجح الفيلم في الوصول إلى أي من ترشيحات الأوسكار، إذ عمدت شبكة نتفليكس المنتجة له على توجيه كل أموال حملة الدعاية إلى فيلمها الأبرز "روما" (Roma) والذي حصل على عشرة ترشيحات دفعة واحدة.
يقدم "حياة خاصة" نصا سينمائيا مدهشا وأداء تمثيليا مبهرا من بطليه كاثرين هان (Kathryn Hahn) وبول جياماتي (Paul Giamatti) المرشح السابق للأوسكار، وهو ما كان يستحق عليه ترشيحا أو أكثر للجائزة المرموقة.
وراثي (Hereditary)
يقدم الفيلم واحدا من الأنواع المفضلة لأعضاء الأكاديمية، وهو الدراما العائلية المليئة بالمشاعر المكبوتة والمرارة، مع الرعب المظلم والمزعج.
ﻻ يمثل عادة الرعب نوعا جذابا للأكاديمية، ولكن عندما يتم تقديمه بمستوى معين من الحرفية -كما هو الحال بالنسبة لأفلام من قبيل "اخرج" (Get Out) و"صمت الحملان" (The Silence of the Lambs) و"طارد الأرواح الشريرة" (The Exorcist) فغالبا ما يلاحظه ناخبو الأوسكار.
وتدور الفيلم السينمائي الأول للمخرج المسرحي آري آستر (Ari Aster) حول وفاة الأم في عائلة غراهام، إذ تبدأ عائلة الابنة في كشف أسرار شائنة ومزعجة بشكل متزايد عن الأم بعد وفاتها.




