** 7 قتلى و40 جريحاً
بطلقات بومب آكشن في 4 أشهر
** الدوريات ضبطت 600 قطعة خرطوش منذ مطلع العام مشكلاً 17% من مضبوطات الأسلحة
** 300 دينار كافية
لشراء "بومب آكشن" تركي
** الرمثا مركز لتجارته
ومطالبات بالالتفات الأمني للمدينة
** تصنيعه في تركيا لا
يخضع للمواصفات والمقاييس
** تجار يقدرون المباع
بالأشهر الخمسة الماضية بالآلاف
** الأمن: الخرطوش
المرخص للصيد يعتبر غير مرخص باستخدامه في غايات أخرى
** "كلاشن
تركي" ينفجر بسبب خطأ تصنيعي ينافس الـ"بومب آكشن"
خبرني - محمود مغربي
لم يخطر ببال العشريني
"عمر" أن إطلاقه للنار من بندقية خرطوش في حفل زفاف أحد معارفه، سينتهي
بإصابته بطلقة أفرغت ما بداخلها في مختلف أنحاء جسده، ولا زال الأطباء يستخرجون
آثارها.
فقبل أسابيع، أطلق "عمر"،
وهو اسم مستعار لشاب يبلغ من العمر (25 عاماً)، 3 طلقات خلال الزفاف توقفت بعدها
بندقيته عن الإطلاق ليمسك بها من الطرفين للرقص معتقداً بأنها فرغت.
لكن طلقة رابعة معبأة
بحبات البارود والخرز، كانت بانتظار تحرك السلاح لتأخذ وضعية الانطلاق وهو ما حدث
عندما أصبحت الفوهة مصوبة نحو جسد الشاب.
اخترقت حبات البارود جسد
حامل البندقية مباشرة، ونقل إلى مستشفى قريب تمكن الأطباء فيه من استخراج عشرات
حبات "الرش" المعبأة في طلقة الخرطوش، قبل أن يغادره "عمر"
على أساس انقضاء غاية دخوله.
أيام قليلة مرت عندما شعر
الشاب بآلام في جسده، لينقل هذه المرة إلى مستشفى خاص بالعاصمة عمّان، حيث اكتشف
الأطباء وجود دفعة ثانية قوامها عشرات أخرى من حبات البارود المستقرة بأماكن
مختلفة من الجسم، كان من شأنها إنهاء حياته ببطء، حسب مصادر طبية وأهلية.
حالة من عشرات حالات
الإصابة – ناهيك عن الوفاة - خلال الأسابيع القليلة الماضية، بطلقات الخرطوش التي
تخرج خطأ من أسلحة انتشرت على نطاق واسع، بعدما أصبحت أسعارها في متناول
المراهقين.
** سلاح بديل رخيص
دفعت الأسعار المرتفعة
بشكل جنوني، الراغبين باقتناء السلاح إلى البحث عن بديل رخيص الثمن، وهو ما وجدوه
في بندقية الخرطوش أو ما يطلق عليه اسم (بومب آكشن)، رغم أن استخدامه الأساسي كان
للصيد.
وحسب تجار ووسطاء بسوق
السلاح بمناطق مختلفة من البلاد، فإن الخرطوش المصنع في الولايات المتحدة، أكثر
الأنواع رواجاً في الأردن فيما يتعلق بهذه الفئة من الأسلحة، لكن سعره هو الآخر
بدا غير متناسب مع القدرة الشرائية للراغبين بالتسلح.
ويناهز سعر الخرطوش
الأميركي ألف دينار هذه الأيام، وهو ما يعادل ثلث سعر المسدس عيار 9 ملم حالياً،
مع ازدياد الطلب وقلة العرض نظراً لشح المصادر وازدياد التهريب إلى الخارج.
لذلك، برز إلى الواجهة
"بومب آكشن" يصنع في تركيا، كانت أسعاره تتراوح بين 500 إلى 800 دينار،
لكنها هبطت مؤخراً لتلامس حدودها الدنيا، 300 دينار في بعض الحالات.
وتتحدد هذه الأسعار
تبعاً لمنشأ الخرطوش، وهو تركي في هذه الحالة، وعدد طلقاته الذي يتراوح من 4 –
9، وآلية الإطلاق، التي يعتبر اللافت
فيها، دخول النظام الأوتوماتيكي على خطها، على غرار الرشاشات الأوتوماتيكية.
ويبدو الإقبال، حسب
معطيات السوق، أكثر على الخرطوش ذي الطلقات الأربع، غير الأوتوماتيكي، لرخص ثمنه
النسبي قياساً بالأنواع الأخرى.
** انتشار واسع .. ومراهقون
يشترونه للتباهي
ربما كان البحث عن متجر
يبيع السجائر، أكثر صعوبة من السؤال عن تجار الخرطوش في مدينة الرمثا شمالي
البلاد، التي يبدو أنها تشكل مركزاً لتجارة الخرطوش التركي ضمن أنواع أخرى من
الأسلحة، حسبما رصدت "خبرني" هناك.
ولا ترضي هذه الحالة
أغلبية سكان المدينة الذين يؤكدون أن الرمثا اليوم، ليست هي ذاتها التي كانت قبل
عام 2013، مشددين على أن الأجهزة الأمنية مطالبة بالالتفات نحو هذه الرقعة من
الأراضي الأردنية.
لكنه على الرغم من تركز
البيع في هذه المدينة الحدودية التي قاربت تجارتها الطبيعية حدود الشلل مع إغلاق
المنافذ الحدودية مع سوريا في وجه "البحارة"، إلا أن قطع سلاح الخرطوش
التركي منتشرة في مختلف مناطق الأردن.
ويقول وسطاء ومتعاملون
في بيع الخرطوش التركي إن انخفاض سعره وسهولة الحصول عليه، شكلا أبرز عاملين
لانتشاره على نطاق واسع، سيما بين أيدي فئة الشباب.
ولا يخفي هؤلاء أن
كثيرين من "زبائن" الخرطوش التركي، مراهقون لا تزيد أعمارهم عن 15
عاماً، فضلوا دفع ما لا يزيد في "أحسن الأحوال" عن 500 دينار لشراء سلاح
يتباهون بحمله، بدلاً من تجديد هواتفهم النقالة.
ولا يمكن الحصول على
أرقام دقيقة في شأن أعداد قطع سلاح الخرطوش التركي المنتشرة في الأردن إلا أن تجاراً
يقدرون ما بيع لمواطنين عاديين منها في الأشهر الخمسة المنصرمة، بالآلاف.
** عبور مستمر بثلاث طرق
لا تعترض طريق الخرطوش
القادم إلى الأردن عوائق تذكر، فسلاح الأردنيين الجديد يعبر بثلاث طرق على الأقل
من منافذ حدودية مختلفة، حسبما يقول سكان ومصادر حدودية ومواطنون يجدون "رزقهم"
في التهريب.
بادئ الأمر، كان الخرطوش
أو "البومب آكشن" يعبر إلى الأردن مع الماشية التي يتم تهريبها عبر نقطة
عقربا الحدودية مع سوريا في محافظة إربد، مع مهربي المواشي.
لكن قليلاً من التشديد
الأمني على هذه النقطة الحدودية، التي تعرضت أعشابها الكثيفة لسلسلة حرائق جعلت
التهريب مكشوفاً وأكثر صعوبة، نقل معبر الخرطوش إلى بلدتي ذنيبة وعمراوة
الحدوديتين في الرمثا، مع تل شهاب السورية.
وبينما تعتبر النقطة
الحدودية هذه مكاناً لعبور اللاجئين المدنيين إلى الأردن، كان الخرطوش يصل في غير
أوقات الذروة للجوء السوريين، برفقة مقاتلين في المعارضة المسلحة، فيما فتح الباب
لمعرفة المنشأ الحقيقي للخرطوش الرخيص.
وتقول مصادر حدودية إن
هذا السلاح يصل مقاتلي المعارضة السورية من تركيا، التي يصل عبر حدودها مختلف
أنواع الأسلحة للجيش السوري الحر، مشيرين إلى أن الأخير لا يحتاج بعض الانواع وعلى
رأسها "البومب آكشن" في معركته مع النظام السوري، مما يدفعه لبيعها بأسعار
رخيصة لتجار أردنيين، يسوقونها في المملكة بمعرفتهم.
وحول آلية دخول الأسلحة
إلى الأردن، تؤكد المصادر أن مقاتلي المعارضة السورية كانوا يدخلون ويخرجون من
الأراضي الأردنية بسلاسة، لكن الأمر بات أصعب عليهم في الآونة الأخيرة، لاعتبارات
سياسية وعسكرية أردنية، على رأسها الحذر الشديد في التعامل مع الإسلاميين
المتشددين الذين يشكلون غالبية القوات المعارضة المسيطرة على الشريط الحدودي
الطويل.
أما المنفذ الثالث الذي
يدخل الخرطوش عبره حالياً، فهو الحدود العراقية الأردنية، وفقاً لوسطاء في تجارة
السلاح، يؤكدون أن الـ"بومب آكشن" يأخذ طريقه من تركيا إلى العراق بحوزة
مهربين أردنيين، يدخلونه إلى الأردن عبر حدود الكرامة بأساليبهم الخاصة، التي
تتكتم عليها أو تجهلها، مختلف المصادر في هذا الشأن.
** أرقام ومؤشرات
"خطرة" ..
دوى صوت الخرطوش ثقيلاً
في حزيران الماضي، عندما أصيب 7 مواطنين – توفي أحدهم لاحقاً – بطلقات خرجت خطأ
نحوهم من "بومب آكشن" خلال حفل زفاف بحي نزال في عمّان.
لم يكن هذا هو الاستخدام
الأول للخرطوش في الأردن خلال حفلات الزفاف، لكنه كان فاتحة لمزيد من الأنباء شبه
الأسبوعية، حول مقتل وإصابة مواطنين بطلقاته.
فالنقلة في أسعار السلاح
التقليدي المرتفعة وانتشار السلاح التركي البديل، أحدثت نقلة باستخدامات بندقية
الخرطوش على نحو لافت من صيد الطيور والحيوانات البرية، إلى استعماله في مقام
المسدس والرشاش والكلاشينكوف، حسبما تشير الحالات الواقعية.
ووفقاً لسلسلة الأخبار
التي نشرها موقع خبرني فقط، منذ حزيران حتى تشرين أول، أصيب نحو 40 وقتل 7 بينهم
طفلان، بالخرطوش في حفلات وعبث ومشاجرات بمناطق مختلفة بالأردن ناهيك عن حالات
إطلاق النار بالـ"بومب آكشن" التي لم تخلف إصابات.
وتؤكد مصادر أمنية أن
سلاح الخرطوش يتم ترخيصه على أنه بندقية صيد، لكنها تشدد على أن مجرد استخدامه
خارج نطاق ترخيصه (الصيد) يضعه في عداد الأسلحة غير المرخصة.
ووفقاً للمصادر، ضبطت
دوريات الشرطة خلال حملات تفتيشية ومداهمات وفي أعقاب مشاجرات وحفلات زفاف، 600
قطعة سلاح "بومب آكشن" منذ مطلع العام الحالي، حتى يوم الأحد، 20 تشرين
أول الجاري.
ولا تدخل الأسلحة التي
تم ضبطها على المنافذ الحدودية من قبل حرس الحدود والأجهزة الأمنية المختلفة، في
هذه الإحصائية التي حصلت عليها "خبرني".
ومن بين هذه الكميات، ما
تم مصادرته رسمياً بقرار قضائي، وقسم آخر لا زال محتجزاً بانتظار صدور حكم المحاكم
في البلاد.
وبحسب إحصائية أخرى وصلت
"خبرني" قبل أشهر، فإن مجموع الأسلحة المضبوطة بأنواعها المختلفة في الأردن
منذ بداية العام حتى بداية تموز الماضي، بلغ 2801 قطعة، فيما يشير إلى أن الخرطوش
يشكل وحده ما بين 15 – 17% من الأسلحة المضبوطة على اختلافها، وهو ما يعتبره
مراقبون مؤشراً خطراً بشأن انتشار هذا النوع من الأسلحة.
** خلل تصنيعي قاتل في
"التركي"
فتح ازدياد الإصابات
والوفيات بطريق الخطأ بأسلحة الخرطوش الباب أمام التساؤلات عن وزنه وقوة ارتداده
اللذين يتسببان غالباً، في فقدان السيطرة على الأسلحة خصوصاً بحفلات الزفاف.
لكن إجابات خبراء السلاح
ومستخدمي الخرطوش كانت مناقضة للمعتاد، إذ أكد جلهم أن الـ"بومب آكشن"
المنتشر حالياً، أخف كثيراً من الأسلحة التقليدية، كما أنه لا يرتد مثل الأسلحة الرشاشة،
التي يجب على مستخدمها السيطرة عليها بكلتا يديه.
وتكمن العقدة، حسب عاملين في جلب هذا السلاح، في أن عملية صنع "بومب
آكشن" في تركيا لم تعد حكراً على مصانع الأسلحة، إذ بدأت محال حدادة عاديّة
تقبل على تصنيعه، في ظل الإقبال الكبير على شرائه.
لهذا السبب، انخفض سعر
"التركي" من 500 دينار كحد أدنى إلى 300، يقول تجار. ولهذا السبب أيضاً،
ازدادت حالات خروج الطلقات من "بومب آكشن تركيا" بطريق الخطأ.
يفتقر تصنيع الخرطوش في
محال الحدادة التركية، إلى إخضاع هذا السلاح للمواصفات والمقاييس العالمية، التي
كان يتمتع بها الخرطوش الأميركي، كما لا يمكن الكشف عليه أردنياً، لأنه يدخل بطرق
غير مشروعة.
وبفعل خطأ تصنيعي لا
يعرف أحد ماهيته بعد، يطلق الخرطوش ذي الأربع طلقات على سبيل المثال، 3 من مخزنه،
وتعلق واحدة في "بيت النار"، لكنها حالما تنطلق عندما يتحرك السلاح إلى
أسفل.
على الأرض، أصيب وقتل
العديد من حضور حفلات الزفاف عندما علقت طلقة في المخزن أثناء إطلاق الخرطوش نحو
الأعلى، ثم خرجت فور تحول الفوهة لاتجاه أفقي على مستوى قامة الإنسان العادي،
حسبما أظهرت تسجيلات ووقائع اطلعت عليها "خبرني".
** بعد الخرطوش .. كلاشن
تركي ينفجر بسبب التصنيع
خطأ تصنيعي آخر ظهر
لمستخدمي سلاح الكلاشينكوف المصنع في تركيا أيضاً، بعدة مناطق في الأردن، لكن
انتشار هذا السلاح لا زال محدوداً، حسب تجار سلاح.
ويقول التجار إن
"الكلاشن التركي" الذي يبدو أنه أصبح يصنّع مثل الخرطوش في محال حدادة
تركية، يباع بأثمان رخيصة نسبياً، وبدأ عبوره للأردن منذ أسابيع قليلة.
ومن المتوقع أن يبدأ هذا
السلاح الذي يتسبب الخطأ التصنيعي فيه بانفجاره في يد مستخدمه عندما تعلق رصاصة في
المخزن، حسبما أكد العديد من مستخدميه، بمنافسة الخرطوش التركي في نطاق الانتشار.
في ظل ذلك، يعرب مسؤولون
حكوميون وأمنيون وحكام إداريون تحدثوا لـ"خبرني"، عن خشيتهم من توسع
انتشار هذه الفئة من الأسلحة التي تواصل غزوها للأردن دون رقابة على عبورها أو
تجارتها أو حتى استخدامها.
لكن هؤلاء لا زالوا
يرفضون تحميل أي جهة رسمية مسؤولية تدفق الأسلحة غير المأمونة على المملكة، ويصرون
على الإشادة بقرار وزارة الداخلية المتضمن وقف ترخيص السلاح، على أنه
"يسهم" في الحد من انتشار الأسلحة بالبلاد.




