*
الاربعاء: 31 ديسمبر 2025
  • 23 حزيران 2015
  • 17:25
أحلام كبيرة
الكاتب: هبة جوهر
أحلام كبيرة
كتبت هبة جوهر / خاص بـ"خبرني"  حينما كنت أتابع مسلسل "أحلام كبيرة" الذي أنتج عام 2004 لم أكن أعلم أن العمل سيبقى حلما أتمنى أن أعيش تفاصيله كلما جاء شهر رمضان، أتمنى أن أستنشق رائحة الشهر التي كانت ترافق رمضان زمان. زمان ،الشتاء كان يأتي بنكهة رمضانية حاملا معه دفئا روحاني، وكانت سوريا ترسل لنا دراما تشبهنا وتشبه أحلامنا وأحلامها الكبيرة، الحارة الصغيرة، شكل طاولة السفرة، صوبة البواري، قصص الحب المخبأة تحت وسادة الأحلام، تفاصيل وجوه الأمهات، وحنان الأباء المستتر تحت نظارة بسمك عريض، سوريا كانت ترسمنا كل رمضان. اليوم كما غنت أحلامنا قبل عشر سنوات "كل شيء ضاق ..ضاق حتى ضاع"، فغدت الدراما السورية مشتتة بين الخليج والقاهرة، فقدت رائحتها، فلم يعد باسل خياط ذلك الشاب الذي يشبه أخونا المهندس، وحظ رامي حنا لم يتسعه السباق الدرامي التجاري، وطيش قصي خولي غاب عن وجداننا ليقدم للجمهور على أنه الخديوي وفقط، ومكسيم خليل لم يعد إلا ذلك الشاب "الحليوة" الذي أحب سيرين عبد النور بـ "روبي". ما زلت مسكونة بكلمات الشارة لذلك المسلسل قبل تسابق "نجوم" الفن الرديء للسيطرة على أغاني الشارات، لا تغب عن البال عبارة "لم يبق للعشاق سوى اليأس" كلما طل علينا اليأس الناتج عن قتل الياسمين، وكلما ضاقت مولات دبي بالعشاق الباحثين عن حديقة في الشام، أذكر العبارة وأتمنى أن يضمني حضن الأم سمر سامي كلما شاهدت مسلسل لا تحمل وجوهه تجاعيد العمر وهموم الأب بسام كوسا. ماتت أحلامنا الكبيرة التي عرضت على الشاشة قبل عشر سنوات، ولم يبق لنا سوى الأخبار العاجلة وسط حرارة مرتفعة تدفعنا لتخفيض أمنياتنا لتصل إلى حقنا في العيش، ولأن يبقى اللون الأحمر مرتبط بالعشاق لا بالدماء التي تسيل في ساحات كانت يوما تعبق حبا وياسمين، لم تهرم أحلامنا بل تحولت إلى كوابيس نتذكرها كلما شاهدنا شخصيات تصرخ في وجهنا أننا لم نعد نحن. كلما جاء رمضان أركض نحو "أحلام كبيرة" أستمع إلى أغنيتها، فأشعر وكأننا في فصل الشتاء، وأني مازلت تلك العاشقة الصغيرة في عالم غير مفهوم أحمل في قلبي أحلاما كبيرة، أرددها وأنا أدندن "نامي اذا يا روحي فقد نفذ الكلام".  

مواضيع قد تعجبك